السبت، 6 أكتوبر 2012

العلامه الداعيه محسن بن علي بن أحمد



بسم الله الرحمن الرحيم

سيرة العالم الفاضل الفقيه الزاهد إمام وخطيب ومعلم الناس الخير في بلدة أبي عريش وما جاورها في عصره  والداعيه الذي خاض ادغال  افريقيا تعليما ودعوه عاش تقريباً في الفترة من 1279هـ إلى 1365هـ.
هو ( الفقيه محسن بن علي بن أحمد )
حيث قيل أنه ولد سنة 1279هـ في بلدة ريفية  في تهامه جنوب الجزيرة العربية وتربى وتلقى تعليمه الأول على يد والده .
.
رحلاته في طلب العلم )) ))
رحل إلى صنعاء وكانت الأقرب وأحد مراكز التعليم الثلاثة في عصر الدولة الإسلامية وتعلم القرآن وعلومه والفقه وأصوله على يد نخبة من علمائها في تلك الفترة ومنهم السيد الحافظ عبدالكريم بن عبدالله أبوطالب الحسن اليمني المتوفي سنة 1309هـ ثم أستأذن شيوخه في الرحيل إلى الأزهر فأيدوه على ذلك, وبدأ رحلته إلى الحديدة ثم ركب من البحر مع الصيادين إلى مصوع ثم غدا يتنقل عبر إفريقيا شمالاً بين جبالها وغاباتها مشياً على الأقدام ولم يكن معه غير سقاه وجراب فيه مصحفه وقليل من التمر وله قصص طويلة في تلك الرحلة يروي أحد طلابه الشيخ محمد بن حسن الحكمي المتوفي سنة 1413هـ, بقوله: أنني كنت غلام في سن العاشرة لم اغادر مجلسه حيث كنا جيراناَ في قرية الزخميه وكنت أباشر عليهم بالماء والحليب والفقيه كان يحكي قصصه على الجالسين وحفظت الكثير منها بما فيها من عجائب وغرائب ومنها: ان عليه أن يلوذ برؤوس الأشجار الطويلة قبل أن تغيب الشمس لتحميه من الوحوش المفترسه أثناء سيره في غابات إفريقيا المشهورة وروى لنا مشهد في طريقه ما إن غابت الشمس إلا وقد حضر وحشين قدم أحدهما من الشرق والاخر من الغرب تحت الشجره التي قد لاذ بها الفقيه وهو غلام لم يتجاوز السابعه عشر ويذكر أنه من حين حضورها إلى قبيل طلوع الشمس وهي تتصارع ثم انصرف كلا منهما إلى جهته التي اتى منها. وبعد وصوله الأزهر مكث ماشاء الله ينهل من بحور العلوم ثم رحل إلى الشام (دمشق) وبغداد والكوفه, ثم زار بيت المقدس ثم عاد آفلاً عبر الجزيرة من الشمال إلى الجنوب مارا بالمدينه المنورة ومكة المكرمة مشياً على الأقدام , كل بلد يمكث فيها ماشاء الله أن يمكث.

تـعـليمه )) ))
خرج من مكة المكرمة قاصداً دياره وكان في طريقه يمر على القرى ويمكث بها السته شهور والسنه لتعليم الناس القرآن وأمور دينهم وكانت آخر قرية هي قرية البيض المجاوره لضمد ومكث بها سنه لتعليم أبنائها ثم عزم على مواصلة رحلته أرسل شيخ البيض (الجباري) إلى شيخ شمل أبوعريش محمد بن جبريل عريشي وابلغه أنه فيه عالم جليل علم أبنائه لمدة سنه ثم عزم على مواصلة رحلته إلى صنعاء فلا يفوتك ان تمسكه وتطلب منه تعليم أبنائك وكان ذلك في سنة 1305هـ تقريباً , ثم تعرض له شيخ أبوعريش هو ورجاله وقال أنت مخير بين أمرين إما أن تعلم أولادنا او حبسناك ولاحظ الفقيه الفاضل وجود بعض البدع والخرافات فرأى من الواجب عليه تعليمهم القرآن وأمور دينهم فنزل بجوار المسجد الأثري شرق أبوعريش ووهبوا له أرض وما إن استقر هب الناس لاحضار الاخشاب والقش وقاموا ببناء عريشين حسب تعليماته وفتح في كل عريش حلقة جعل احدهما لتعليم الميسورين والأخر لتعليم الفقراء وابن السبيل فكان يأخذ جعل اسبوعيا من الميسورين ويصرفه على نفسه والفقراء وابن السبيل باللإضافه لكونه إمام وخطيب المسجد المذكور, واستمر في تدريس وخطابة المسجد إلى عام 1340هـ, ثم أنتقل إلى قرية الزخمية قيل أنه على اثر خلاف بينه وبين الشريف الادريسي حيث ولاه قضاء جيزان فرفض الفقيه وفضل التعليم على القضاء فالح عليه وهدده بالسجن إذا لم يستلم القضاء فانتقل إلى قرية الزخمية على وعود من شيخ شمل المسارحة أنه يحميه ويبين وجهه نظره لشريف  الادريسي ولما وصل قرية الزخمية فتح بها حلقتان كعادته واستمر في التعليم إلى ان وافاه الأجل.

وفـاتـه ))))
توفي يرحمه الله في عام 1364هـ عن عمر يناهز 85 عاماً. وله عند وفاته موقف حيث أنه أجهد من المرض وكان وقتها لايوجد مستشفيات ولا أطباء يقال انه إذا أغمي عليه يوجهوا بسريره إلى القبلة ولما يفيق من الإغماء ينكر عليهم توجيهه إلى القبلة ويقول ليس وقته بعد ومضى على هذا الحال عدة أيام حتى يوم حضرته الوفاة دعى ولده وأحد طلابه وقال أحرسوا لي في القرآن واستمر يقرأ عن ظهر قلب إلى أن ختم المصحف ثم قال للحاضرين الآن وجهوا سريري إلى القبلة ثم ما لبث أن توفى .

(( وكان من طلابه بحلقة أبوعريش ))
الشيخ احمد منصور الصعدي شيخ الحارة الجنوبية سابقاً بأبي عريش وألتحق بحلقة الميسورين عام 1330هـ, كذلك أخيه عبده منصور الصعدي ألتحق بالحلقة نفسها عام 1332هـ, الشيخ عز الدين حسن الأخرش شيخ الحارة الشرقية بأبي عريش التحق بالحلقة 1335هـ والشيخ عمر بن حسن الأخرش التحق بالحلقة عام 1337هـ
.
ومن طلابه بحلقة قرية الزخمية ))))
الشيخ محمد جومان شيخ الجربة والزخمية والحجاجة التحق بحلقة الزخمية عام 1340هـ , الشيخ عبده أحمد واصلي شيخ قبيلة بني واصل إمام وخطيب مسجد زبارة رشيد سابقاً وفرائضي والشيخ عبده بن جابر واصلي امام وخطيب مسجد الجربة سابقاً وفرائضي. رحمة الله عليهم جميعاً
.
(( اولاده وأحفاده ))
خلف ولد يدعى صالح وكان مستمراً على ماكان عليه والده وكان اماماً وخطيباً في عدة مساجد ومنها مسجد قرية رح آل مطاعن ومسجد في بلدة العارضة وخلف صالح بن محسن عدد من الاولاد ومنهم محمد وعلي وجابر وعبد الجليل وحسين وجبريل وعبدالله.

كتبه ومؤلفاته )) ))
يروى بأنه ترك مكتبة ضخمة وكانت في عريش مبني من الخشب والقش فأهملت بعد وفاته حتى أكلت بعضها الأرضة ضمن الخشب حيث كان الناس في ذلك الزمان مشغولين بلقمة العيش ليس لهم دخل إلا التنقل وراء تحصيلها, والباقي من المكتبة نقلها شيخ كان يتردد عليه في حياته يأتي من اليمن وطلب من ولده أن يسمح له بحملها إلى اليمن ليحفظها ويدون التالف منها مقابل مبلغ من المال ولكن أنقطعت أخباره بعد ذلك ,
ولكن لازالت توجد بعض الفرائض والوثائق بقلم الشيخ الفاضل يعود تاريخها إلى 1341 و 1347 و1349 و1361 هـ بخط واضح ومقروء .
رحمه الله رحمة واسعة وجعل ماقدمه في سبيل تعلم القرآن وتعليمه شفيعاً له يوم لاينفع مالا ولا بنون .


محمد يحي حكمي غير موجود حالياً

الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

دولة الاشراف ال خيرات التهاميه

بسم الله الرحمن الرحيم

الصلاه والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

في العام  1141 هجريا قامت دوله تهامه على يد  الشريف أحمد بن محمد آل خيرات رحمه الله
واستمر الى مايزيد على المائه عام وظلت في بدايه امرها اسيره لصراعات الداخليه  بين اقطاب السياسه والحكم في المخلاف السليمانى مما اضعفها وجعلها مطمع لائمه اليمن او لبعض مشائخ القبائل في جبال تهامه (عسير)
فاكانت التحلفات والصرعات السياسيه تدمر جهود المصلحين وتقوض النهضه العلميه والثقافيه في المنطقه  والتى بدورها تهدم كل جهد لقيام دوله قادره على الدفاع عن نفسها ضد الاطماع الخارجيه فاكانت قبائل المخلاف السليمانى مقسمه بين ولااءت مختلفه مما اضعف شوكتهم امام الغزاه والطامعين ومن المؤسف ان تلك الصرعات وئدت نهضه عظيمه وتقدم كبير كانت بنتظار المخلاف السليمانى في تلك الفتره والتى امتدت لاكثر من قرن  ونصف من الزمان
علما بان المنطقه على ماكانت تعانى في تلك الفتره من صراعات وحروب طاحنه اكلت الاخضر واليابس الا انها اخرجت من الفقهاء والعلماء وطلاب العلم الكثير فكيف بها لو كانت ترفل في ثياب الامن والاستقرار؟
نعود الى دوله الاشراف ال خيرات التهاميه والتى حاول عدد من حكامها توحيد المخلاف السليماني الانهم فشلو في ذالك للاسف  فمن خلال قرائتي المتواضعه لتاريخ حكم الاشراف ال خيرات تعد فتره الشريف الفارس حمود ابو مسمار الخيراتى من ازهي عصور حكم ال خيرات للمخلاف بعد ان استطاع توحيد بلاد المخلاف السليمانى في دوله واحده ثم قام بضم جنوب تهامه حيث وصل فتوحاته الى مضيق باب المندب بعد ان طرد منها قوات الامام اليمنى والذي كان يهادنه بل ويتحالف معه في بعض الاحيان ويتواجه معه في كثير من الاحيان وساعد الشريف حمود في السيطره على عموم تهامه النزعه الاستقلاليه لقبائل تهامه والتى تئبا الهيمنه الخارجيه والمتمثله في سلطه صنعاء حيث لم يكن يهناء الامام في اليمن بحكم تهامه حتى تثور عليه في حين يامن الاهالى والشعب التهامي حين يكون الحاكم "تهامي"  فنجد حالهم وقد استقر وخمدت نار الثوره في قلوبهم.
 ولكن مما يدعو للاساء  ان فتره الازدهار لم تطل في عهد الشريف حمود ابو مسمار رحمه الله حتى داهمت المنطقه
الفتن الخارجيه والداخليه فمن ناحيه امام اليمن ومن ناحيه  اخرى تحركات مشائخ الجبال ضده بدعم من حاكم نجد
فعادت الفتن والحروب تعصف بالدوله حتى كادت ان تسقطها في قبضه حاكم نجد واتباعه
ودارت حروب طاحنه بين جيوش تهامه والعصابات القادمه من الجبال المدعومه بقوه من عسكر نجد ومايلها
 ومما اضعف الجبهه الداخليه التهاميه في دوله الاشراف ال خيرات هي التفرق وانحياز جمع غفير من طلاب العلم والقبائل  العظيمه في المخلاف السليماني لدعوه السلفيه التى دعا بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب والتى لاقت روجا كبير في نواحى تهامه بدعم من علماء كثر في تهامه لامجال لذكرهم واستمرت المعارك بين الفئتين بين كر وفر حتى انهكت قوى الدوله وارتكبت في حق اهل تهامه من القوى الغازيه افضع الجرائم واشنعها فراى الفارس الشريف ان يحقن الدماء رغم ان قبائل اخرى في تهامه كانت تحت امرته ورهن اشارته الا انه بدهاء السياسي ارد ان ينهى هذه المقتله والتى كان يروح ضحيتها الابريا حيث عمدت القوات الغازيه الى لى ذراع القبائل المقاتله بالاغاره على الدور والذاررى والنساء في طبع تانف عنه الطباع السليمه والعروبه والاسلام  
وبعد طول قتال في معارك كثيره انتهت الفتنه التى نشبت في المخلاف السليمانى  بالهدنه بين الطرفين
وعادت البلاد للاستقرار والرخا وتوحدت من جديد وعادت  سبل الرخا والاستقرارللبلاد  وانضوت قبائل جبال تهامه (عسير) والكثير من قبائل يام والتى كانت تدين للاشراف ال خيرات بالولاء تحت حكمه  وطاعته وامتد نفوذه  على الساحل التهامي من شماله  حتى جنوبه ماحذيا لديار عدن  حتى توفي الشريف حمود ابو مسمار رحمه الله  وبعد وفاته بفتره وجيزه استشهد وزيره الشريف العالم الفارس الحسن ابن خالد الحازمى قائد الجيش التهامى وهو يقود عسكر تهامه وقبائل عسير ضد القوات التركيه الغازيه بامره باشا مصر وبقيت دوله ال خيرات حتى العام  1284 هجريا
ومن خلال قرائتى لتاريخ دوله ال خيرات في المخلاف السليمانى نجد ان فتره الشريف حمود ابو مسمار هى المرحله الاهم والابرز في تاريخ الدوله التى استمرت لمايزيد عن القرن  والنصف من الزمان

ودولة آل خيرات (1141ـ إلى ما بعد 1284هـ) وعاصمتهم ابو عريش
الخريطه التاليه  تقريبيه تبرز اقصى اتساع لدوله في عهد الشريف حمود ابو مسمار رحمه الله

 
 


 

الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012

قبيلة العوازم في جازان وجزيرة فرسان

تتميز تهامه بتنوع كبير في القبائل ويتركز في المخلاف السليمانى عدد كبير من القبائل حيث يعتبر المخلاف السليمانى منجم وخزان القبائل العربيه الثري ولان المخلاف السليمانى كان بعيد نوع ما عن التوترات السياسيه في شبه الجزيره العربيه وماعرف عن اهله من منعه وبأس شديد في المعارك الحروب حيث وفرت الاستقلال والامان لسكانها بالاضافه لان المخلاف السليمانى تميز بغناه ووفره مياهه وتنوع المحصولات الزراعيه وتميز اهلها في التجاره البحريه وصيد الاسماك كذالك فان المخلاف السليماني يقع بين اقاليم الجزيره الاغنى في القدم حيث تعتبر حلقه وصل بين اليمن والحجاز وتتوسط تهامه وتعتبر عاصمه تهامه وقصبتها ومن هنا نلقي الضوء على احدى قبائل المخلاف السليمانى الكريمه وهي قبيله العوازم ذائعه الصيت
 
·   نسب قبيلة العوازم*
قبيلة العوازم هم أبناء عازم بن هند بن هلال بن نفيل بن ربيعة بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
وعزوتهم آل عطاء نسبة إلي :- عطاء بن ربيعة بن عبدالله بن عبيد بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
غياض وهم ينتمون ألى العطاونة غياض وهم ينتمون ألى الحمود القوعه وهم ينتمون ألى العوده غياض وهم ينتمون ألى الطقيقات
و يتواجدون في جزر فرسان الموجوده جنوب المملكه العربيه السعوديه وهــــم
عائلة السيافي من قبيلة العوازم واميرهم سالم بن حميد حميد السيافي في حارة العوازم قرية السقيد جزيرة فرسان الصغرى وهي تبعد عن جيزان 40 كيلو بحري جنوب المملكه

و منهم الشاعر احمد بن مساعد العازمي من فخذ الصولبر


وله قصيدة منها قوله

يشهد لنا التاريخ ويسجل كتاب حنا حميناها بفعل ورجاله
حنا هل المهره للخيل ركاب واللي تحدانا نحسن سباله
حنا حدانا البعد والبعد نهاب البعد حادينا ولاشي زماله

والشاعر الشيخ صلاح بن صالح العازمي من مواليد 1819 م وقد توفي وعمره 86 عاما كما ذكر ذلك الاستاذ محمد بن راشد العبسي في البحث الذي جمعه في جزيرة فرسان بتاريخ 10-9-1418هـ

ومن شعره

يااهل العروف من يذكر عميلي في اليمن نزال ولافي الشمالي

وقال في مرض موته

الموت يوعدلنا هنية في حراويه ينصك باب العرب والموت ماينصك بابه
واجعل قبره تجيه ضيات وفيه نور يضويه يكفينه شر صكاته وتوسعلي جنابه
حتي ليا مات قالو يرحم من بدا فيه ياناس هذا كلام العازمي غنى وجابه
ومن فخوذ قبيلة العوازم التى تسكن المخلاف السليماني( منطقة جازان ) توجد الاسر التاليه ( ال احمد - ال معوض - ال منصور - وال حميد - وال مسعد - وال سليم)
 

الاثنين، 3 سبتمبر 2012

الاحتلال اليمني لتهامه نظره تاريخيه

 
بعد الغزوالإمامي اليمنى  لتهامة عام 1929م ألحقت زبيد إداريا بصنعاء وذالك عقب اتفاقيه دعان التى ابرمت في العام 1911 والتى يشبهها اهل تهامه بوعد بلفور والذي سلمت بموجبه تهامه الجنوبيه الى سلطه صنعاء الاماميه فثارت قبائل تهامه  وبقيت المقاومه في تخوم الحديده  وبيت الفقيه وغيرها من مدن تهامه ضد العدو الزيدى قائمه من قبل قبائل الزرانيق التهاميه  السنيه شافعيه المذهب  ومما يثبته التاريخ السياسي انه  وبعد تغير الوضع السياسي انقسمت تهامة إلى قسمين ...قسم في الجمهورية اليمنية المتوكلية في السابق والجزء الأخر في المملكة السعودية وهناك مصادر تاريخيه تثبت  أن كل تهامة كانت تحت الحكم الأدريسي ., بما فيها جبال تهامه والتى تسمى  الان (عسير)  وسحار وتخوم صعده  وكانت الدوله الادريسيه الوريثه لدوله الاشراف ال خيرات تتمدد شمالا وجنوبا بعد تنازل بريطانيا عن دعم اليمنين المحتلين لتهامه  فاكانت القوات التهاميه بقياده الادريسي تخضع الاقاليم التهاميه واحده تلو الاخرى حتى يقال ان الادريسي اوشك على حكم عدن  ولكن التمسك البريطانى بعدن حال دون ذالك وخشي الادرسي ان تتكالب القوى الدوليه ضده وضد الجيش التهامى والذي لم يكن يتمتع بالتسليح الذي يوازى  اى قوه بالجزيره العربيه فما بالك بقوة بريطانيا العمظى في حينه  اما شمالا فقاربت القوات التهاميه الادريسيه من دخول جده كما ان جنوب الطائف اصبح في حاله عدم اتزان بين الولاء لشريف مكه وبين الدوله التهاميه الادريسيه  وخاصه بعد مبايعه كبار مشائخ  زهران وغامد لشريف الادريسي
 

اول بئر بترول في جزيره العرب في جزر فرسان التهاميه

تعد جزر فرسان التهاميه من اكبر جزر الجزيره العربيه  وهى الؤلؤه  والكنز  والجوهره التى كانت تنتظر الاكتشاف فاكان اول من اهتم بالجزيره وثرواتها الطبيعيه هو الشريف الادريسي الذي عرض على احدى الشركات الاوربيه التنقيب عن البترول في الجزيره ولكن الفكره والنهضه التى كانت سوف تشهدها  جزر فرسان وتهامه عامه وئدت مع  سقوط دوله تهامه الادريسيه
 
واليكم  بعض التفاصيل  بقلم الاستاذ  المؤرخ ابراهيم
مجموعة أرخبيل «جزر فرسان» أكبر تجمع جزري في الجنوب الشرقي للبحر الأحمر وفي الجنوب الغربي لهذا الوطن «المملكة العربية السعودية» .. وحسب ظني أن الأقدمين لم يهتموا بمجموع عددها وإن كانوا قد منحوا كل جزيرة مسمى خاصا بها.. وأستطيع أن أقول: إن أول من اهتم بإحصاء عددها هو العقيد صالح المشيليح قائد سلاح الحدود بمنطقة جازان في بدايات التسعينيات من القرن الماضي الهجري، حيث أصدر كتابه «عالم البحار» الذي طبع عن طريق نادي جدة الأدبي، وقد ضمنه 84 جزيرة، وظل هذا العدد هو المتعارف عليه حتى وقتنا الحاضر، إلا أن الذي أريد أن أنبه إليه هو ما قام به اللواء متقاعد إبراهيم فايز الشهري ــ عندما كان قائدا لقطاع حرس الحدود بفرسان نفسها ــ وزميله المقدم حمد إسماعيل البر اللذان أصدرا كتابهما «جزر فرسان في صور» وضمناه 262 جزيرة، هذا الكتاب لم تطبع منه سوى كمية قليلة لا تتجاوز 40 نسخة ولا أعرف عما إذا كانا قد عرضا كتابهما على الجهات التي يعنيها الأمر لاعتماده بعد التأكد من معلوماته المدعومة بالصور الملونة.
الذي جعلني أكتب ــ هذا اليوم ــ عن هذا الأرخبيل هو المحاضرتان اللتان ألقيتا في نادي جازان الأدبي مساء الأربعاء الموافق 13/1/1431 هـ.. إحداهما كانت للدكتور سهيل صابان ــ من قسم التاريخ بكلية الآداب في جامعة الملك سعود ــ بعنوان «المحاولات الألمانية لاحتلال جزر فرسان» من واقع وثائق الأرشيف العثماني «1318 – 1320 هـ / 1900 – 1902 م» حيث يقول هذا المحاضر: «أثناء البحث ــ مرات عدة ــ في الأرشيف العثماني باستانبول وجدت ضمن مقتنياته عددا وافيا من الوثائق التي تتحدث عن التطلعات الألمانية نحو جزر فرسان ومراسلات متبادلة بين الباب العالي وبين السلطات الإدارية العثمانية في المنطقة ــ من جهة ــ وبين السفارة الألمانية في استانبول والخارجية العثمانية من جهة أخرى».. إلى آخر ما جاء في المحاضرة.
أما الدكتور سعيد مشبب القحطاني ــ من جامعة الملك خالد في أبها ــ
فأشار إلى الامتيازات البترولية لجزر فرسان ووجود وثائق بريطانية ــ غير منشورة ــ تحمل بين طياتها معلومات هامة جدا عن تاريخ فرسان المعاصر حيث تكالبت الشركات البريطانية والإيطالية للفوز بامتياز التنقيب عن بترول فرسان بالإضافة إلى أهداف أخرى منها أن بريطانيا تسعى لحماية تجارتها التي تعبر البحر الأحمر مارة بجزر فرسان للوصول إلى بلاد الهند والصين.وفي هذا الصدد أشار محمد جلال كشك ــ في كتابه «السعوديون والحل الإسلامي» ــ إلى أن القنصل البريطاني لدى المملكة في 16/8/1927 م تلقى رسالة من الملك عبد العزيز ــ يرحمه الله ــ على أثرها تم إلغاء امتياز الشركة البريطانية للتنقيب عن البترول في جزر فرسان وهذه الاتفاقية عقدت بين الحكومة البريطانية وحكام الإمارة الإدريسية عندما كانت هذه الجزر خاضعة لحكم تلك الإمارة أي قبل أن تدخل جزر فرسان في ظل الحكم السعودي
 وفي محاضره
ألمح مفتاح الى وجود النفط في فرسان قائلا: اذكر ان شركة اوكتيل جاءت الى فرسان عام 1383 هـ للتنقيب عن البترول وفي بعض المناطق بفرسان هناك منطقة الشجرة واخرى وادي مطر عندما حفروا عن طريق «الارتواز» صعدت مياه فوارة عذبة فسألت الخبير المسؤول عن الشركة عما اذا كان توجد مياه عذبة صالحة للاستهلاك الآدمي والزراعة فهرب عن الاجابة وقال لي نحن مهمتنا «بترول» والذي اعرفه ايضا انه كانت هناك شركة انجليزية ايام الامارة الادرسية في جزيرة «دفاف» وربما رجعت الى كتاب محمد جلال كشك «السعوديون والحدث الاسلامي» ستجد برقية مرفوعة من الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- الى القنصل البريطاني في جدة يطلب فيها ان ترفع الشركة معداتها وبالفعل في عام 1384 كان هناك مسح جوي وفي نفس الوقت جاءت الى فرسان شركة للتنقيب عن البترول وحفرت في منطقة اسمها «الجشة» شمال غرب فرسان وهناك آبار موجودة الى الآن ولكن لا اعرف هل هي معمولة كاحتياط، واذكر انه زارني الدكتور عبدالله بن العبوب من جامعة البترول والثروة المعدنية فذهبت معه الى منطقة الآبار وقلت له حسب معرفتي ان الشركة التي جاءت للتنقيب افادت ان الكميات لم تكن تجارية فقال لي الدكتور العبوب نحن لا نؤمن بمثل هذا الكلام فقد حصل مثل هذا القول في الحقول التي ظهرت اخيرا في جنوب الرياض وعندما جاء الخبراء السعوديون اثبتوا انه بالفعل هناك كميات كبيرة وان هذه الشركة من مصلحتها ان لا تعلن عن وجود بترول في هذه المناطق


وبهذا تعد جزر فرسان من اوائل ان لم اقل اول ارض في الجزيره العربيه تسلط عليها الاضواء لاكتشاف البترول وكانت سوف تكون الاولى في هذا المجال ولكن حدث ماحدث وقدر الله وماشاء فعل

الخميس، 19 أبريل 2012

قبائل الانصار في تهامه بلاد المخلاف السليمانى ( منطقه جازان)

حدثنا الفضل بن دكين قال ثنا ابن الغسيل قال ثنا عكرمة عن ابن عباس قال : جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما على المنبر عليه ملحفة متوشحا بها عاصبا رأسه بعصابة دسماء ، قال : فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس تكثرون ويقل الأنصار حتى يكونوا كالملح في الطعام ، فمن ولي من أمرهم شيئا فليقبل من محسنهم وليتجاوز عن مسيئهم .

( 31 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن شعبة عن هشام بن زيد عن أنس قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء وصبيانا من الأنصار مقبلين من عرس فقال : اللهم أنتم أحب الناس إلي .

( 2 ) حدثنا علي بن هاشم عن ابن أبي ليلى عن محمد بن عبد الرحمن عن ابن شرحبيل عن قيس بن سعد بن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : اللهم صل على الأنصار وعلى ذرية الأنصار وعلى ذرية ذرية الأنصار .
( 3 ) حدثنا ابن إدريس عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو سلك الناس واديا وشعبا وسلكتم واديا وشعبا لسلكت واديكم وشعبكم ، أنتم شعار والناس دثار ، ولولا الهجرة كنت امرأ من الأنصار ، ثم رفع يديه حتى أني لأرى بياض إبطيه ما تحت منكبيه فقال : اللهم ، اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار .
( 5 ) حدثنا محمد بن بشر العبدي قال ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو أن الناس سلكوا واديا أو شعبا وسلك الأنصار واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار أو شعبهم ، ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار

ال نمازي ويندرج تحتها
ال سعد
ال نخله وهم فخذ ال سعد
ال ظفراني
ال السويدي قبيلة تسكن قرية الباحر في صبيا
ال حزيمي ويندرج تحتها ما يلي
1- ال بكري سكان الضبية نسبة إلى ابوبكر بن عيسى بن مهدي ويقال لهم ايضا ال ابوبكر
2-ال احمد عيسى مهدي سكان الظبية
3-ال عيسى وهم من ال احمد عيسى مهدي بالظبية وهم من فروع الحزيمي ايضا
3-آل حسين ابن أبي القاسم
ال هتان ويندرج تحتهم
1- آل أبو جره
2- آل هلال
3- آل عروي
4- آل عراد
5- آل قروني
6- آل جعبين
7- آل عقيل
8- آل طحاح
9- ال هادي يسكنون السلامه والنقاش ومن زمام المشيخة بيدهم
10 - ال جابر يسكنون السلامه والنقاش ومن زمام المشيخة بيدهم
ال ابو العيد
ال شبير

ال شاذلي الشواذلة وهم قبيلة تختلف عن القبيلة التي تسكن اليمن وهم من بنو سبيع بن عامر
آل الشويهي وهم بيت من ال شاذلي
ال سبعي
آل الشرواني

نعود لقبيلة النمازي

ورد في كتاب المحبي ما يدلل على صدق وصحة نسب النمازي الساعدي الخزرجي للأنصار في كتاب يتكلم عن التراجم والطبقات ..

فقد ورد في كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر لمؤلفة محمد أمين بن فضل الله بن محب الدين بن محمد المحبي (المتوفى : 1111هـ) في الجزء الثاني الصفحة 113 ما نصة ....

يقول المؤلف وهو يتحد عن أحد الأعلام الذي ترجم لهم ....
وبالجملة فإنه فاق في عصره باليمن على الأقران وساد الأعيان فلا يدانيه مدان مع ما يضاف إلى ذلك من منظر وسيم ومخبر كريم وخلائق رقت وراقت وطرائق علت وفاقت وفضائل ضفت مدارعها وشمائل صيفت مشارعها وسودد تثنى به عقود الخناصر ويثنى عليه طيب العناصر وللفقيه العارف صالح ابن الصديق النمازي الخزرجي أرجوزة سرد فيها نسب جد صاحب الترجمة الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين بن شمس الدين وأضاف القاضي الفاضل العلامة أبو الفضل عماد الدين يحيى بن الحسن الحيمي نسب صاحب الترجمة إلى الإمام شرف الدين فلنذكر أولا أبيات الحيمي ثم نعقبها بأبيات النمازي فمطلع الأولى هو قوله
أقول بعد الحمد في مقالي ... والشكر للخالق ذي الجلال
وبعد أن أهدى الصلاة سرمدا ... ثم السلام قاصدا محمدا
إلى أن يقول
معطى الجزيل ذي النوال الغامر ... مولاي عبد القادر بن الناصر
سليل عبد البر ذي المكارم ... نجل علي صفوة الأكارم
سليل شمس الدين ذي الكمال ... رافع بيت المجد والمعالي
ابن الإمام الحبر ذي العلوم ... كهف اللهيف كافل اليتيم
يحيى بن شمس الدين من ساد الورى ... ومن حديث مجده لن يفترى
هيهات إن تحصي له مكارم ... أو أن تكون مثله الأكارم
دعا إلى الله بعزم صادق ... وقام بالفرض وحق الخالق
وقد وجد اخونا ابو دجانه الساعدي الانصاري مخطوطه في جامعة الملك سعود للشيخ صالح بن صديق بن علي بن أحمد النمازي حيث كتب فيها
(( شرح المنظومة النمازية في العقائد لناظمها العلامة الفهامه الشيخ صالح بن الصديق النمازي الأنصاري اليمني الشافعي ))
وتم اضافة اليمني الشافعي بعد الانصاري نسبة الى المكان والمذهب فقد كان جنوب مكه المكرمة وكل ماهو جنوب مكه يقال له يمن في ذلك الزمان والشافعي نسبة لمذهبه الشافعي ,والاصح هو قول الشيخ صالح بن الصديق النمازي الأنصاري التهامي الشافعي نسبه لموطنه وبلاده في تهامه وتهامه مصر من امصار الاسلام واليمن يطلق  على مكان  اوجهه ولايطلق على مصر معين سوا في العهد الحديث

الخميس، 29 مارس 2012

وزير الدولة التهامية الشريف الحسن بن خالد الحازمي

وزير الدولة التهامية  مملكه ال خيرات الشريف الحسن بن خالد الحازمي رحمه الله
المولود في تهامه في بلاد المخلاف السليماني
******* 
طالما راودتني فكرة الكتابة عن الوزير الحسن بن خالد الحازمي وذلك إثر قراءات عابرة في تاريخ المخلاف السليماني، وشد انتباهي تلك المواهب المتعددة في ذلك الرجل الفذ ، ولكن المشاغل التي لا تنقضي تحول بين الإنسان وبين ما يريد تحقيقه، خاصة إن لم يوجد تفرغ تام وهم ضاغط. ثم وجدت فسحة من الوقت مع تجدد الهمة للكتابة عن هذا الرجل عندما بدأت أقرأ عن القيادة و صفات القائد والسلطة ومستمداتها. فاستخرت الله واستعنت به كتابة هذه النبذة عن ذلك القائد الفذ.
قبل أن ينتقل بنا المقام إلى سيرة هذا القائد، لابد من وقفة تحليلية لشخصيته.
لقد تميز هذا القائد بمواصفات شخصية، وعناصر ذاتية وهبية كان لها الأثر في إضفاء الهالة عليه. فقد تميز بالشجاعة، والفروسية، ومضاء العزيمة، وفصاحة اللسان، وجمال المنطق والبيان، ذلك إلى جانب الرأي السديد، و الهمة العالية مما كان له الأثر في جذب الناس إليه وهذا ما يطلق عليه الكريزما في العصر الحديث.
ولم تكن المواصفات المميزة التي يتمتع بها هي كل عناصر القوة فيه فقد كان يستمد قوته وتأثيره كذلك من تأثير مكانة أسرته ونسبه فهذه الأسرة كانت لها مكانة وموضع من العلم والقيادة والريادة في تلك البلاد. فهو سليل مجد شامخ وعز باذخ. لقد جمع إلى السلطة التقليدية وسلطة الشخصية الآسرة سلطة ثالثة مستمدة من موقعه ومكانته العظيمة عند أمير المخلاف السليماني في ذلك العصر الشريف حمود أبو مسمار فقد كان وزيره ، وعضده ، ومشيره ، وخازن ، أسراره ، وسفيره كل هذه الأمور أضافت بعداً ثالثاً إلى أبعاد شخصيته السابقة وانطلق هذا الوزير الشريف وامتد تأثيره خارج نطاقه الإقليمي إلى أقاليم أخرى من بلاد المسلمين. وقد أشار العلامة البهلكي في كتاب نفخ العود في سيرة الشريف حمود إلى إعجاب علماء الدعوة السلفية بعلمه وفصاحته وقوة جنانه عندما زار الدرعية أكثر من مرة سفيراً لأميره الشريف حمود. وينبغي الإشارة هنا إلى أن بلاد المسلمين تزخر بالنماذج الفذة الآسرة التي تعدت نطاق الإقليمية ومع ذلك تتميز أمتنا في هذا العصر بالعقوق لأبنائها الذين قدموا الكثير في سبيل رفعة هذه الأمة. بينما تمتد الأعناق وتشير الأصابع إلى أناس لا ينتسبون إلى التأثير والقيادة والريادة بأدنى سبب وأقرب نسب.
وما أحسن قول الشاعر فيه:
فتى عـلامة الدنـيا جميعـاً
وفارسها إذا انحسـر اللثـام
فكم لـك في الوقائع من قضايا
تنتجهـا إذا اشـتد الزحـام
ومن نقط حـروف مهمـلات
بخطـي فيشكلهـا الحسـام
مـن النفـر الذين لهم عهود
مـن المختار تحمله الزمـام
أما قال الرسول ألا احفظوني
فحينئـذ لحاسـده الرغــام

نسبـه:

ينتسب هذا العالم الفذ إلى حازم الأصغر بن علي بن عيسى. ويرجع هذا الأخير إلى يحيى صاحب الديلم بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب. وكان دعا إلى نفسه في عهد الخليفة هارون الرشيد في بلاد الديلم واجتمع عليه خلق واستدرجه الخليفة هارون الرشيد إلى أن مات في حبسه في قصة معروفة (ابن عنبة ، 251).
وقد ساق العلامة الحسن بن أحمد عاكش في الديباج الخسرواني نسبه وقال نقلته من خطه "حسن بن خالد بن عز الدين بن محسن بن عز الدين بن محمد بن موسى بن مقدام بن حواس بن مقدام بن علي بن الهمام بن محمد بن حسن بن حازم بن علي بن عيسى بن حازم بن حمزة بن محمد بن علي بن أحمد بن قاسم بن داود بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن عبد الله الكامل بن الحسن السبط رضي الله عنه بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه".
ويمكن الرجوع في أنساب الأشراف الحوازم وغيرهم من أشراف المخلاف إلى الكتب التي عنيت بأنساب أشراف المخلاف السليماني. مثل الديباج الآنف الذكر. والجواهر اللطاف للعلامة النعمي ومشجرة أبو علامة وكذلك الكتب التي عنيت بأنساب آل أبي طالب على وجه العموم مثل عمدة الطالب لابن عنبه والأصيلي لابن الطقطقي وبحر الأنساب لابن عميد الدين.
استشهد العلامة الحسن بن أحمد الضمدي الملقب بعاكش بالبيت الآتي بعد أن ساق نسب الشريف الحسن بن خالد الحازمي:
نسب تحسب العلا بحلاه قلدتها نجومها الجوزاء
أما قبيلة الحوازمة فمساكنهم بطن وادي صبيا ووادي بيش وضمد من أعمال المخلاف السليماني (الشافعي ، 503).
قال العقيلي "عشيرة الحوازمة الهاشميين من بيت علم وسيادة أنجب عدداً من العلماء وتولى غير واحد منهم وظيفة القضاء وغيرها من الوظائف بها (العقيلي ، 86).
قال الدكتور أبو داهش (الواقع يؤكده ويدل عليه) (أبو داهش ، 14).

مولده ونشأته:

ولد العلامة الحسن بن خالد الحازمي سنة ثمان وثمانين ومائة وألف كما ضبط تاريخ ولادته تلميذه الإمام الحسن بن أحمد عاكش في ترجمته في كتاب حـدائق الزهر في ذكر الأشيـاخ أعيان الدهر. وكانت ولادته بهجرة أحمد (عاكش ، 61).
ونشأ العلامة الحازمي على الطاعة وحب العلم إذ عرف بذلك. وهذا ما أثر في حياته العلمية والعملية وميزها فقد انصرف إلى طلب العلم وعني به اعتناءً بالغاً واجتهد وحصل واعتمـد على نفسـه وكون بجهوده الذاتية ثقافته العلمية (أبو داهش ، 17) (عاكش ، 61).

طلبه للعلم وشيوخه:

جد العلامة الحسن بن خالد في طلب العلم منذ نعومة أظفاره ، إذ قرأ القرآن وتعلم مبادئ الكتابة. ثم التحق بحلقة شيخه العلامة عبد الله بن أحمد الضمدي عالم الخلاف السليماني ومفتيه آنئذ ولازمه ملازمة طويلة وبه تخرج في جميع الفنون (أبو داهش ، 21).
قال العلامة الحسن بن أحمد عاكش "ولا شيخ له غيره إلا أشياخ قليلون بالإجازات (عاكش ، 21).
وتبحر في علم النحـو والصرف والأصول وصـار المرجع في دقائقها التي حيرت العقـول واشتغل بعلوم القرآن وبلغ فيها الغاية وصـرف همته إلى علم الحديث فبـرز على حفاظـه ولـه بصر بمعرفة الرجال وعلل الحديث (عاكش ، 61).
ولم يرحل العلامة الخالدي إلى خارج المخلاف السليماني في طلب العلم كما هو واضح من سيرته.

ثقافته ومذهبه الفقهي:

اعتمد العلامة الحازمي على التزود بالعلم والتبحر على جهود ذاتية واطلاع دؤوب ومذاكرة ومناظرة مع علماء عصره وذلك بعد تخرجه بعلامة عصره الضمدي.
وانصرف بقية حياته إلى الاشتغال بعلوم الكتاب والسنة ، ناضل عنهما بلسانه ، وسنانه ، وحرم التقليد ، ومنع قراءة كتب الفروع التي ألهت في رأيه عن علم الكتاب والسنة (عاكش ، 65) وكانت ثقافته الدينية واللغوية عميقة واصطبغ بسلفية واضحة أصلية (أبو داهش ، 21).
قال صاحب الحدائق:
وله جوابات مسائل عديدة ومراجعات بينه وبين علماء زمنه مفيدة ، وله اختيارات في فرعيات المسائل ، وكثيراً ما يجنح إلى ظاهر الدليل وعندما حصل التعصب والتحزب من بعض المشتغلين بعلم الفروع والتمسك بكلام المفرعين المبنى على التخريجات والمناسبات من غير نظر إلى دليل ، منع قراءة الفروع في كل مذهب وقال: لا قراءة إلا في علم الحديث وحرج على من اشتغل بغير ذلك (عاكش ، 63).

الحالة السياسية في عصره (الإطار الزمني):

في المخلاف نشأ العلامة الحازمي في خضم صراعات بين بيوتات الإمارة المتنازعة فبعد أن توطد الحكم نوعاً ما لأسرة الأشراف آل خيرات والذين يرجعون إلى الشريف خيرات بن شبير بن بشير بن أبي نمي الثاني والذي هاجر إلى المخلاف السليماني من مكة أواخر القرن الحادي عشر مفارقاً لأبناء عمومته حكام الحجاز.
تولى الأشراف آل خيرات الحكم في المخلاف بعد صراعات مع أسر سابقة كان لها نفوذ مثل الأشراف الخواجيون ، والقطبيون ، وبعض القبائل مثل قبائل درب بني شعبة وذلك عام 1141هـ بقيادة الشريف أحمد بن محمد آل خيرات. وبعد وفاته تولى الإمارة ابنه الشريف محمد بن أحمد آل خيرات.
ما أن توطدت الإمارة للشريف محمد بن أحمد آل خيرات بعد صراعات طويلة حتى عاجلته المنية وذلك في العام 1185م وذلك قبل ميلاد مترجمنا بثلاث سنوات. ليدب الخلاف بين أبناءه فقد أوصى الشريف محمد بن أحمد قبل وفاته بالإمارة إلى ابنه الثاني حيدر لما لمسه فيه من الكفاءة دون ابنه الأكبر أحمد مما أدى إلى انقسامات واختلافات ونزاعات اصطلت بلظاها منطقة المخلاف خصوصاً حين يستعين بعض الفرقاء على بعض بمرتزقة قبائل يام الذين ما أن يستولوا على منطقة أو مدينة حتى يعيثوا فيها فساداً (الصميلي ، 24).
عايش العلامة الحازمي في نعومة أظافره الاضطرابات، والخلافات المستمرة التي انعكست على أوضاع الناس المعيشية فقد عاصر في عام 1192هـ الوقعة التي حصلت بين أهالي مدينة أبي عريش ومرتزقة يام والتي أسفرت عن خسائر فادحة لأهل المدينة ووقوع مقتلة عظيمة وبعد انتهاء المعركة توجه جنود المرتزقة إلى مسقط رأس الحازمي، بلدة ضمد، وغيرها لفرض الغرامات واستحصال النكالات.
في ذلك المحيط الغارق في لجة الفتن والمهتز بزلازل الأحداث ولد وترعرع بطلنا الحسن بن خالد الحازمي (العقيلي ، 88).

تلامذته وحلقته العلمية:

كان للعلامة الحازمي مجلس ودرس حافل يحضره طلبة العلم قد انتشر صيته وقصده الطلاب وحضر مجلسه العلماء النحارير:
قال العلامة الحسن بن أحمد عاكش: "كنت أحضر دروسه وإنا قبل سن التكليف" ويقول أيضاً: وكان له مجلس للعلم يملي فيه دروساً على الطلبة وقد قرأ عليه هو نفسه شطراً من "ملحة الإعراب" وقطعة من بلوغ المرام وكان باراً بالعلماء والأدباء يجزل لهم الصلات ويكرم وفادة الوافد منهم. وممن كان يحضر مجالس تدريسه فلا يتخلف عنها العلامة الأديب يحيى بن محمد القطبي ولم يقعده عن الحضور إلا عارض ، ومما قال في العلامة الحازمي:
أيا ولداً صـرت لـي والـداً ولا عجـب أن يشيـخ الوليد
لعلم الصغيـر وجهل الكبيـر فينحـط هـذا وهـذا يشيـد
وإني يـا ذا العـلا والكمـال ويا من هـو المستقيم الرشيد
أحب حضـوري في مجـلس به الـدرس عليّ بـه أستفيد
وتسمـع أذنـي عبـاراتـكم عسى أن يعيهـن ذهني البليد
فقل كيف قصرت في ذا المرام تركت وغصنك ربـط يميد
فأصبحت قد عوج العود منك فها هو على الغمز قاس شديد
إذا رمـت بالغمـز تقويـمه كسـرت وأن تتركنـه يعود
وممن أخذ عنه عبد الله بن سرور اليامي من علماء عسير وفي نجد أفاد طلبة العلم من العلامة الحازمي إبان وفادته إلى بلادهم، وبخاصة في الدرعية، وللشيخ سليمان بن عبد الله بن محمـد بن عبد الوهاب إجازة من العلامة الحازمي برواية دواوين الإسـلام الستة وهذا يشـير إلى منزلته العلمية وكثـرة تلاميذه (أبو داهش ، 27).

دوره في نشر العلم والدعوة السلفية:

قال العلامة عاكش " وقد عمرت في زمان المترجم له المدارس وانتعش من المعارف كل دارس وقرر العلماء الواردين إليه من البلاد الشاسعات جرايات وأمرهم بنشر العلوم في كل الأوقات فصارت جهاتنا منهل وارد وبغية قاصداً.
وكان له أثر في نشر علوم السنن وإعلاء منابر السنن والدعوة إلى نهج طريق السلف الصالح ونبذ التقليد لا يحابي في ذلك أحداً.
"فأقبل الناس على تعليم علم الحديث وأنسوا به غابة الأنس وصارت سنة في هذه الجهات … ، وترك أكثر الناس التقليد المذموم" (عاكش ، 64).
وكان حريصاً على نشر السنن وقمع البدع وإحياء شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وسيرته في ذلك أشبه شيء بسيرة السلف رحمهم الله (الشعفي، 107).
وكان العلامة الحازمي قد عارض الدعوة السلفية للشيخ محمد بن عبد الوهاب في أول أمره ، ولكنه سرعان ما انقاد لها ونصرها بسيفه وسنانه وحكمه وبيانه ، وشغل نفسه بالدفاع عن هذه الدعوة ويظهر ذلك ملياً في نتاجه الأدبي وبخاصة في رسائله الديوانية وما جرى فيها من المناظرات مع علماء نجد وغيرهم إلى جانب مؤلفاته ورسائله الأخرى التي ظهرت فيه مواقفه المؤيدة للدعوة جلية واضحة ملتزماً بالنهج السلفي بعلم وبصيرة العالم الناقد المعتدل. ولهذا يعد الحازمي من المؤيدين للدعـوة المدافعين عنها الناشرين لمضمون أهدافها ومعانيها وهو العودة إلى الكتاب والسنة ومحاربة البدع ومظاهر الشرك (أبو داهش ، 49).
ولما كان الناس عواماً وبهم غفلة عن تعلم التكاليف الشرعية نصب لهذا الشأن العلامة الشريف الحسن بن بشير بن مبارك وألف له رسالة مشتملة على معرفة التوحيد ومعرفة ما يتعين على كل مكلف من الصلاة والصيام والزكاة والحج وبيان ما يجوز وما لا يجوز من العبادات.
فقام الشريف المذكور بهذا الأمر خير قيام وكان في معيته جماعة من أهل العلم يعلمون الجاهل ويرشدون السائل ويوقظون الغافل ومشى الشريف الحسن على جميع ممالك الشريف حمود ونشر فيها لواء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. عمرت في القرى المساجد، وحافظ الناس على الجمعة والجماعة في كل مكان من جميع الجهات وأنس الناس بمعرفة معالم الدين … وأزيلت الأعراف المخالفة للشرع وكان التذكير لعامة الناس في كل أسبوع (البهلكي ، 448).
{mospagebreak}

أعماله وأدواره السياسة:

لقد كان العلامة الحسن بن خالد الحازمي مع علمه وفضله له مثل وتطلع وطموحات إلى معالي الأمور ورغبة في القيادة ، ويتصف بصفات الفروسية والشجاعة وتطلع إلى القيادة (العقيلي ، 89).
وقد كانت الاوضاع السياسية في عصره وهو في ريعان الشباب تهب عليها رياح التغيير داخلياً وخارجياً.
ففي الداخل كان الأمير حمود بن محمد الخيراتي يحاول التغلب على ابن أخيه علي بن حيدر وإزاحته عن مركز الإمارة والمنطقة منقسمة سياسياً وقد تغلب الشريف حمود على ابن أخيه وتولى مركز الإمارة وقد كان وقتها صيت الحسن بن خالد الحازمي قد طار في الأفق لما عرف عنه من القيام التام بأوامر الله تعالى في الإقدام والإحجام فاتصل به الشريف حمود واختصه لمجالسته وتقدم عنده فكان لا يصدر ولا يورد إلى عن مشورته خاصة بعد أن اختبره في المهام الجسام. لقد كان الشريف حمود مع شجاعته وحزمه يحتاج إلى مثل شخصية العلامة الحازمي في علمه وصلابته وشجاعته وبعد نظره.
كانت الدعوة السلفية تواصل انتشارها في مناطق المخلاف بعد أن كسبت إلى جانبها انصاراً من أهل تلك المناطق. وكان أبرز من أثرت فيهم الدعوة الشريف أحمد بن حسن الفلقي وعرار بن شار الشعبي من قبائل بني شعبة الذين سافروا إلى الدرعية وتلقوا العلم هناك ثم توجهوا بتكليف من الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود إلى المخلاف لنشر الدعوة السلفية هناك وإيصال رسالة من الإمام عبد العزيز إلى حكام المخلاف واستمر الدعاة في الدعوة بين قبائل المخلاف واستمالوا إليهما بعض القبائل وأخذت رياح التغيير تهب بقوة على بلاد المخلاف.
وخلال هذه الظروف والمتغيرات السياسية العتيقة برز دور العلامة الحازمي وكان له أعمق الأثر في صناعة الأحداث وتوجييها (الصميلي ، 28).
من أعماله في دولة الشريف حمود وبعدها:
1- كان وزيراً للشريف حمود المدبر لمملكته. يقول العلامة عبد الرحمن بن أحمد البهلكي "لأن الحسن هو عماد الدولة ، ولسان الصولة ، والمعمول برأيه في كل ما عرض والمتبع قوله في الجوهر والعرض إذ هو عيبة الشريف وكرشه ، ووزير ملكه الذي يستظل تحت عرشه. (البهلكي ، 273).
2- كان القائد البارز في دولته يقود الجيوش لإخماد الفتن وفتح الفتوح ونشر الدعوة. وقد اشترك في كثير من المعارك وشهد ما ينيف عن عشرين وقعة حالفه النصر في جميعها. ويقول الحسن بن أحمد عاكش "وهو مع ذلك مؤيد بالنصر والظفر إلى أن قتل شهيداً" (عاكش ، 62).
3- كانت له كثير من السفارات والبعوث خاصة للشريف حمود من أجل الصلح أو لتحقيق مصالح وطنه فقد وفد على إمام اليمن عام 1217هـ ووفد على الدرعية في عامي 1218 و1220هـ.
4- توليه الإمارة في عسير سنة 1234هـ وبقى أميراً على عسير ما يقارب من ثمانية أشهر بعد أن بايعه العسيريون على الجهاد والسمع والطاعة وقد سار في الناس بالعدل والتقوى (تاريخ عسير ،193).

كتبه ومؤلفاته:

لقد كان لوجود البيئة العلمية المميزة وانتشار الدعوة السلفية أثر في نشاط حركة التأليف وقد أسهم العلامة الحازمي في هذا الميدان مع ما له من مشاغل تنوء بحملها الجبال.
يقول عنه العلامة الحسن بن أحمد عاكش وله مؤلفات نافعة بالمعارف يانعة ومن مؤلفاته:
1- شرح على منظومة عمدة الأحكام للإمام السيد عبد الله بن محمد الأمير رحمه الله (عاكش ، 62).
2- شرح على منظومة الشيخ العلامة محمد بن سعيد بن مسفر "عالم المدينة" (عاكش ، 62).
3- رسالة في حكم البسملة والأسرار بها (عاكش ، 62).
4- قوت القلوب بمنفعة توحيد علام الغيوب (عاكش ، 62).
5- جوابات مسائل عديدة ومراجعات بينه وبين علماء زمنه (عاكش ، 62) ، (أبو داهش).
6- رسالة في وجوب هدم المشاهد والأضرحة والقباب (العقيلي ، 100).
7- مكاتبات أدبية وأشعار (العقيلي ، 100).
8- رسالة ذم التقليد (الحازمي ، 18).
9- تعليقات على الفتح مثبته بالنسخة المخطوطة التي تعود إلى مكتبته (الحازمي ، 18).

مكتبته:

كان له رحمه الله مكتبة عامرة بنفائس الكتب فلقد وصف عاكش صاحبها يقوله "وكان يحرص على الاكتساب لكتب الحديث وتوابعها مع اختلاف أنواعها ويبالغ في أثمانها حتى جلبت إليه من كل وجهة ولم يجمع عند أحد منها مثلى اجتمع عنده فيما أعلم. وقال في موضع آخر" تحوي كل نفيسة من الكتب العلمية. (أبو داهش ، 28). نقلاً عن عقود الدرر لعاكش.

أدبــه:

كان للشريف الحازمي مساهمات شعرية تنم عن ذائقة أدبية وسهولة وسلاسة في الأسلوب وإن أثرت فيه الطريقة العلمية إذ هو عالم شاعر. ومن قصائده قصيدة في مدح الشريف حمود منها:
هل الروض معمـور باسـنى المطالب
وهل زرت سـلعاً في بدور صـواحب
وهل آض روح الحي من بعد ما ذوى
فأصبـح مجـاجاً سليـم المعـاطب
وهل بت ترقى في المعارج مصعـداً
إلى نحـو بدر التـم محمي الجوانـب
وقصيدة مشهورة في رثاء أقاربه من الحجاج الذين أدركهم الموت وهم عائـدون بعـد إتـمام الحــج
هـذه الـدار غـفلـة وغـرور دار بلوى بكـل كرب تضـرك
يا فؤادي لا تخدعنـك الأمـاني فالأمـاني إلى البـلايا تجـرك
واعتبـر ناظـراً لكـل خليـل سـار منها وكـان ممن سيرك
فلقـد بـت فاقــداً لكــرام من أخ في الـورى به شد أزرك
وهي طويلة أوردها العلامة زبارة في نيل الوطر.
إلى جانب شعره في الميدان السياسي المتمثل في قصيدته اللامية في نصرة الدعوة السلفية. أما نثره ، فغالباً من النثر المرسل الذي تغلب عليه الناحية العلمية ويتسـم بالوضوح مع كثـرة الاستشهاد بالآيات والأحاديث والوقائع الدينية (العقيلي ، 101).
وتميز رسائله بوضوح الهدف، وأسلوب الحجاج والإقناع، وقوة الإرادة مع استخدام بعض المحسنات البديعية مثل السجع، والطباق، والمقابلة.

من رسائله إلى الإمام عبد الله بن سعود:

وصدرت ونحن مستعينون الله ومستنصروه ومثورون لجهاد أعداء الله ونسأل الله الثبات على الأمر والعزيمة على الرشد ونسأله أن ينصر دينه وكتابه ، وما النصر إلا من عند الله ، وقد بلغنا استيلاء هذه الطائفة الكفرية على الوشم والقصيم وسدير ودخولهم ضرما واضطراب العارض وهذه ثمرات الذنوب نسأله الله عز وجل أن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا.
والعبد المسلم لا يستوحش في طريق الهدى لقلة سلاكه والاعتصام بالله والتمسك بحبل الله هو راس النجاة ولا ينبغي للمسلم أن يفتقر إلى غير ربه يسأل الله الهداية إلى الصراط المستقيم. (أبو داهش ، 98).

صفاته:

اتصف العلامة الحازمي بصفات قلما تجتمع في رجل واحد فقد جمع مجد السيف ومجد القلم ، واتصف بصفات الشجاعة والفروسية وصدق العزيمة ومضاء الرأي استشراف الأحداث والإخلاص والولاء لمبادئه وعقيدته لآخر رمق.
فقد استشهد رحمه الله مدافعاً عن مبادئه التي عاش من أجلها. قال عنه العلامة عاكش: "كان آية في الذكاء باهرة ومعجزة لكل حسود قاهرة".
وكان من الشجعان الأبطال ، إذا دعيت في الهيجاء نزال وقال:
وله ذكر في كتب السير يعرفه المتطلع وناهيك أن تفاصيل وقائعه ومناقبه، تستغرق العد.
وكان على درجة رفيعة من الفصاحة والبيان وإذا تكلم أتى بالعجب العجاب مع ذلاقة لسان وبراعة بيان.
وكان إلى النهاية في الكرم والبذل ، فوفد عليه أدباء زمانه لذلك من كل جهة وقيلت فيه من القصائد البليغات جملاً مستكثرة (عاكش ، 69).

وفاته:

بعد وفات الشريف حمود بن محمد الخيراتي إثر رجوعه من معركة شهيرة انتصر فيها على قوات محمد علي بقيادة سنان باشا والتي هزمت هزيمة منكرة وقتل قائدها وبعد المعركة وبعد أن عاد الشريف إلى مخيمه ، أصابه مرض ألزمه الفراش مدة من الزمن إلى أن توفي عام 1233هـ وعمره ثلاثة وستون سنة وكان دفنه في قرية الملاحة.
بعد وفات الشريف حمود وتولي ابنه الشريف أحمد بن حمود فقد العلامة سنداً قوياً ودبت الخلافات بينه وبين الأمير أحمد بن حمود كادت أن تؤدي إلى امتشاق الحسام وأخيراً بايع الحازمي للأمير أحمد بن حمود وعمل على إرساء دعائم دولته. ولكن محمد علي باشا وبعد أن ورده خبر موت الشريف حمود الذي مزق جيشه ومبايعة أهل قطره لابنه خاف أن يستفحل أمره فوجه بجيش كثيف إلى المخلاف السليماني بقيادة خليل باشا الذي هاجم معقل الدولة في أبي عريش بينما كان الوزير حسن بن خالد يهيئ لمواجهة في جبال عسير. وفوجئ جيش الوزير بحركة جيش محمد علي فتحرك من عسير لمواجهته ولكن ما أن وصل حتى كان الجيش التركي قد استولى على أبي عريش واستسلم له الأمير أحمد بن حمود الخيراتي وأخذ في التردد في أن يدخل مع تلك القوات في حرب أو يحجم وفي تلك اللحظة عرض عليه من كان في جيشه من رؤساء عسير البيعة بالإمارة وطلبوا منه الرجوع إلى عسير فانتهز الفرصة ورجع من فوره. وهناك بايعه العسيريون على السمع والطاعة والجهاد في سبيل الله كما أخذ في القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى العمل بالكتاب والسنة حتى توفاه الله شهيداً في معركة حربية وقعت بين العسيريين والأتراك في المحل المعروف بالرهوة بالقرب من جبل شكر بعد أن هزم القوة المعادية ولكنه وبعد المعركة وهو على فرسه أصابه طلق ناري من فلول الجيش المنهزم فأردته قتيلاً. تقبله الله في الشهداء ورحمه رحمة واسعة وبمقتله انحل نظام الجماعة في عسير وتفرقت كلمتهم وكان مقتله ليلة الخميس في الثالث والعشرين من شهر شعبان عام 1234هـ. رفع الله درجته أعلى في منازل الجنان قدره (النعمي ، 193).
الخاتمــة:
كانت تلك خطى عجلى مشيناها ونحن نتفيأ ظلال سيرة ذلك الرجل الفذ الذي جمع بين مجد السيف ومجد القلم. وإن تكن بنا حاجة إلى شيء فهو أن تُفرد تلك السيرة في مؤلف مستقل وتعالج جميع جوانبها وتتبع خطاها وينقل أثرها وتأثيرها للأجيال الصاعدة.
كانت تلك سيرة رجل ساهم في صنع الأحداث وتوجيهها وأسهم في نضال أهل الجزيرة ضد الغزاة المتآمرين حتى لقي ربه.
نسأل الله سبحانه أن يتقبله في الشهداء ويغفر له ويرحمه.

الأربعاء، 28 مارس 2012

قصف الطيران المصري لجازان وقراها1962 ــ1964

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

(((قصف الهالك جمال العبد الخاسر لجازان وقراها)))

من خلال هذا السطور التاليه نسلط الضوء على مرحله مهمه في تاريخ تهامه و بختصار شديد وهى المرحله التى شهدت تمادى عدوان كلب مصر المسعور المقبور جمال عبد الناصر على البلاد العربيه 

عندما اندلعت حركه السلال في اليمن العام 1962 ارسلت الجمهوريه المصريه قواتها الى اليمن داعمه لطرف ضد طرف اخر لتزيد من سعير الاقتتال الداخلى والحرب الاهليه في اليمن تاركه خلفها اسرائيل التى تتمدد في داخل الاراضي المصريه وتسرح  وتمرح كما تشاء  وفي حينها التزمت السعوديه الصمت حيال التحركات المشبوهه للجيش المصري في اليمن ولكن الصمت كان ذا اثر عكسي حيث بدا التطاول من قبل القوات المصريه على الحدود السعوديه بالتسلل والزحف العسكري والذي تم مواجهته من قبل رجال جازان ونجران وقبائلها على الرغم من ان القبائل في منطقه جازان في تلك الفتره كانت تعانى قله السلاح وتقيد حركتها من قبل المسؤولين في المنطقه فاكنت قبائل الحرث والعارضه  والعبادل والطوال والموسم  وغيرها تتصدى لقطعان الجمهوريين المدعومه من قبل المرتزقه المصريين الذين زج بهم حكامهم الى تلك المحرقه.

وعندما عجزت تلك القوات من التسلل البرى اقدمت القوات المصريه الى قصف الاراضي السعوديه  بالطائرات وتلقت جازان الجزء الاكبر من تلك الهجمه العدوانيه الشرسه التى اوقعت بين المدنيين العزل في قرى جازان المئات مابين قتيل وجريح  بالاضافه الى تدمير الممتالكات وهلاك المواشي التى يعتمد عليها المواطنين  البسطاء في معيشتهم ولم يتم تعويضهم  او حتى الالتفات اليهم ولو معنويا الى يومنا هذا رغم مرور عشرات السنين !

كما قامت القوات المصريه بنزال السلاح على طول شواطى تهامه بعد وصول اخبارغير صحيحه عن وجود جمهوريين داخل الاراضي السعوديه وقد تم مصادره الاسلاحه وسقوط بعض ذالك العتاد في مياه البحر

وجه في الاحداث

 سطر الامير الشريف محمد بن هزاع ال طالب امير قريه ابو حجر اسمه في سجل البطوله عندما لجاء اليه الامام البدر مع عدد من كبار الدوله والمشائخ في اليمن  واستطاع الامير محمد ال طالب من استخلاصه من قبضه القوات المصريه واليمنيه وحمايته الى حين ارساله الى الرياض معزز مكرم

 

هذا مقال موجز بعد ان وجهت  الينا بعض الاسئله  من قبل بعض المتابعين ونطمح ان يلقي الضوء الاكبر من قبل مؤرخى وكتاب المنطقه عن تلك الاحداث الاليمه التى مرت ببلادنا العزيزه  كما ان كبار السن في المنطقه يتذكرون جيدا تلك الاحداث

 ننتظر ان يقوم احد كتاب المنطقه البارزين من القاء الضوء على هذه المرحله في تاريخ جازان وان لا تبقاء مهمله فالمكتبه العربيه تفتقد الى كتاب ذا مصداقيه في هذا المجال ومن قبل الطرف المغيب فاين انتم يامثقفي وكتاب منطقه جازان؟

الجمعة، 23 مارس 2012

قبيله سحّار وموطنها في المخلاف السليماني


من خلال هذه السطور نلقي الضوء على قبيله سحار والتى تسمى بها بلاد سحار التهاميه المحتله من اليمن  وهى احدى قبائل المخلاف السليماني

يتساءل كثير من الأخوة والزملاء عن (سحّاري) من أين؟ وإلى أي شيء ينسب؟ وذلك لأنهم يسمعون كثيراً هذا الاسم في المدارس والجامعات والوزارات وغيرها من مراكز التعليم ومقر الأعمال، ثم إني لم أر أحداً أجاب عن هذا السؤال جواباً شافياً، وبيّنه بياناً كافياً، مما حدا ببعض الناس إلى الاجتهاد على غير بصيرة فنجد من يقول: إنهم نسبوا إلى السحر، وآخر يقول: نسبوا إلى أجدادهم، وهناك من يقول: نسبوا إلى قبيلة معينة، ولكثرة من يسألني عن هذا الأمر، رأيت أن من المهم جداً أن أكتب عن (سحّار) من حيث خبرتي ومعرفتي بها، لأنني أحد أبنائها من وجه، ومن وجه آخر: أردت الجواب عن هذا السؤال الذي حيّر كثير، فأقول:
سحّار: بسينٍ مهملة، وحاء مشددة، وألف ثم راء، والأصل بالصاد: صحّار، ثم قلبت سيناً، لكثرة الاستعمال طلباً للتخفيف، وهم من قبائل خولان بن عامر في بلاد صعدة كما ذكر الشيخ ابراهيم بن أحمد المقحفي - رحمه الله - في (معجم المدن والقبائل اليمنية) المطبوع بصنعاء قبل نحو اثنين وعشرين سنة، ثم نزحت هذه القبيلة إلى المخلاف السليماني في عهد الشريف حمود كما ذكر ذلك الشيخ عبدالرحمن بن أحمد البهكلي في (نفح العود في سيرة دولة الشريف حمود) وأتمه الشيخ الحسن بن أحمد المعروف ب (عاكش) مؤيداً له على ما ذكر، سائراً على منهجه كما سار السيوطي على منهج شيخه المحلي في (تفسير الجلالين).
وهذه القبيلة برز فيها كثير من العلماء، ولكنهم لم يشتهروا ولم يُترجم لهم لسببين: أحدهما:
أنهم لما قدموا من اليمن (صعدة) ابتعدوا عن العلماء هناك فانقطعت الصلات، ولم تعرف أخبارهم، فصنف الشيخ محمد بن محمد زيارة كتابه (نيل الوطر من تراجم رجال اليمن في القرن الثالث عشر) ولم يذكر فيه أحداً منهم.
السبب الثاني: أنهم لما قدموا إلى المخلاف السليماني (جازان) لم يمكثوا في قلب المنطقة، فلم يعرفوا، ولذلك الذين صنفوا في تاريخ المخلاف السليماني آنذاك كالبهكلي وعاكش لم يترجموا أحداً منهم، وكذلك الزركلي في (الأعلام) لم يذكر أحداً منهم مع أنه ترجم للكثير من علماء وشعراء تهامة، وإنما صادف وجودهم في أبي عريش أثناء حرب الشريف حمود مع خصومه، كما ذكر الأستاذ علي بن حسين الصميلي في كتابه (العلاقة بين أمراء أبي عريش وأمراء عسير في القرن الثاث عشر) ثم عادوا إلى الجبال التي تقع غرب العارضة وتعرف الآن ب (جبال العبادل) وهي سلسلة جبال تبدأ من العارضة وتنتهي بجبال (آل محمد) كما هو معروف لمن زار جازان.
وصارت قبيلة سحّار من أشهر قبائل العبادل السبع المعروفة عند أبناء المنطقة، الذين لهم خبرة بالأنساب والبلدان هناك، وقد أقيم حفل تعريفي بهذه القبائل في محافظة (القصبة) ضمن الاحتفالات التي اقيمت بمناسبة مرور مئة عام على توحيد هذه البلاد عام 1419ه. وكنت آنذاك حاملاً راية (سحّار) وأنا لا أزال في الصف الأول المتوسط، وأذكر ذلك كأنه حدث يوم أمس. ثم إن سحّار أصبحت قرية كبيرة تقع بين جبلين في شمال ملتقى الحدود الفاصلة بين الدولتين، ولا أبالغ إن قلت: لا يعرف أولها آخرها من كثرتهم، وفيها مدرسة كبرى تعرف باسم (مدرسة سحّار الابتدائية والمتوسطة والثانوية) تأسست عام 1395ه، درس فيها كثير من الآباء والأجداد وتخرج فيها كثير من الأساتذة والزملاء، وأكثرهم الآن أساتذة في اللغة العربية في المدرسة وبعضهم هنا في الرياض، وبعضهم في الشمال والشرق، وسحّار مشهورة في (جازان) لا يجهلها أحد، بل هي أشهر قبائل العبادل على الإطلاق، لكثرة من فيها من الأعيان والوجهاء وأصحاب الأعمال وغير ذلك. وتعنى بها المنطقة أكثر من غيرها، وتقام فيها الدورات المكثفة والنشاطات المختلفة والأمسيات الشعرية واللقاءات الأدبية ودورات تحفيظ القرآن وغيرها.
وهي مشهورة كذلك بين الشعراء والأدباء، حتى أكثر الشعراء من وصفهها، واثنى على أهلها، وانبهر من روعتها، وافتتن بها كل من درّس فيها حتى قال أحد الشعراء والأساتذة واصفاً لها، وهو ممن درس فيها واسمه: حامد صميلي:
فاح الشذا والعطر والأزهار
وسمت بك الأقمار يا (سحّار)
غنت بك الأطيار في أعشاشها
وتنفست بنسيمك الأسحار
وهي قصيدة طويلة تقع في ثلاثين بيتاً، ألقاها بمسمع مني ولكن لا يحضرني منها الآن سوى هذين البيتين. وقبل وقت قريب وصلتني قصيدة من أحد الأساتذة الشعراء الذين درّسوا بها أيضاً يسمى: العباشي في مدحها والثناء على أهلها، وطلب مني المرسل إبداء الرأي فيها، ومن ثم معارضتها يقول فيها:
يا جنة في خيالي بت أطلبها
وبت أنظم أشجاني وأشعاري
ويا التقاء جمال قل مبعثه
يأوي إلى الروح يستجدي بتذكاري
أواه يا لوحة في الروح ارسمها
ويا انتشاء فنوني في هوى الساري
كم كنت أحسد من قالوا بمسكنها
واليوم يحسدني أهلي وزواري
أنت الكريمة يا (سحّار) أعلنها
وأنت أنت رياحيني وأزهاري
فقلت معارضاً لها وأرسلتها للأخ المرسل وهو من زملائنا إلى (النادي الأدبي):
قصرت في المدح ليست جنة طلبت
(سحّار) مجموع جنات وأنهار
(سحّار) لا تكتفي بالشعر تنظمه
ولا الدواوين من نثر وأشعار
هيهات أشعارنا سارت وما بلغت
من قمة الحسن فيها ربع دينار
جمالها طار في الآفاق من زمن
فكيف تحبسه في محتوى الدار
وزادها زينة من بعد زينتها
تاريخها كم حوت من ضيغم ضاري
(سحّار) في القلب والعينين نحفظها
أيامها ذكرتنا يوم ذي قار
طف المعالم في الدنيا على عجل
ولتأتني بحبيب مثل (سحّار)
والنسبة إليها (سحاري) على القياس، بزيادة ياء النسب المشددة، وأما سبب تسميتها بهذا الاسم، فأقوال في ذلك: منها: أنها أصل لاسم القبيلة كما يقال: (همدان) و(قحطان) و(عدنان) ونحو ذلك، وقيل: انها اسم للقرية التي ذكرتها سابقاً من أعمال (جازان)، وقيل: لا، بل نسبة إلى بليدة في اليمن في صعدة تسمى (صحار) وقلبت الصاد سيئاً كما تقدم. وقيل: بل أحد أجدادهم كان يسمى (صحّار) فنسبوا إليه عن آخرهم ولبت الصاد إلى سين كما مضى لكثرة الاستعمال.
وقيل: نسبة إلى سحر البيان (السحر الحلال) الذي تطرب الآذان عند سماعه، وليس السحر المحرم الذي منه الصرف والعطف، فهذا شرك والعياذ بالله.
وهذا القول هو الذي اختاره، لأن هذا مشاهد وموجود هناك، واذهب وانظر هل هذا صحيح أم لا؟ مع أن الأكثر على القول وأن (سحّار) أصل وضع لاسم القبيلة، والأسماء لا تعلل، وبعضهم قال بالأقوال كلها، وأنه لا تعارض بينها فيمكن وقوعها جميعاً، وهذا في الحقيقة قول له وجاهته.
وقد دار بيني وبين أحد الزملاء والأحبة حوار شعري حيث كان اسمه فيه نوع من التشاؤم فقلت ممازحاً له: لو غيّرت: فقال لي:
اقول لكم إني من الحق استقي
وليس بضير الحق أن ليس في النطق
فرددت عليه:
ولكن بأسماء الرجال تفاؤل
فيكره حرب ثم حزن، كذا مشقي
وحبب سلمان وسهل ونحوه
وربك ينهانا عن البول في الشق
فرد علي مغضبا:
وأنت أما آبت فعالك عن ردي
بها السحر مذكور بأشام من رتق
ف (سحار) من سحر صفيق مكدب
لعلك لا تجزع لقول من الصدق
فرددت عليه:
وأما أنا جبران والجد جابر
وسلمان هذا والدي قول ذي حق
و(سحّار) من سحر البيان اشتقاقها
فهل بعد هذا من تفاؤل ذي حذق؟
فلم يرد علي بعد ذلك، فخشيت أن يكون غضب فرددت عليه:
ولكنني أحببت مزحاً كما ترى
وحبك في قلبي يدل على صدقي
فالشاهد: أن سحّار من سحر البيان الذي يسحر الألباب، وتسكر منه الأسماع، وإن كانت الأسجاع، لا تشبع من جاع، فالكرم موجود في تلك الرباع، فهي حقاً كما قيل: ذات رياض أريضة، وأهوية صحيحة مريضة، غنت أطيارها، وتمايلت أشجاره، وبكت أنهارها وضحكت أزهارها، وطاب نسيمها، فصح مزاج إقليمها، أطفالها رجال، وشبابها أبطال وشيوخها أبدال. فلو علم بها (امرؤ القيس)، لحدا نحوها العيس، ولو رآها (حسان) لقال: فيها كل الإحسان، ولو رآها (عمر بن أبي ربيعة)، لخر قتيل الجمال وصريعه، ولو رآها (الحطيئة)، لسلم من هجائها ونجا من الخطيئة، ولو رآها (أبو تمام)، لقال: هذه والله تمام، ولو رآها (المتنبي)، لقال: صبحا منبي، ولو رآه (الصاحب بن عبّاد)، فقال: نعم البلاد، إليها تضرب أكباد، ولو رآها (النظام)، لما اختل عنده النظام، ولو سمع (الجاحظ) بيانها، لعظم بنيانها، وصنف فيها (البيان والتبيين)، وأودع في سلكه منها التحسين والتزيين، ولم أمدحها لأني منها، وقد ابتعدت عنها، ولكن ليرتديها الزوار، ويستمتع بها الأخيار، وصلى الله على نبينا المصطفى المختار