السبت، 6 أكتوبر 2012

العلامه الداعيه محسن بن علي بن أحمد



بسم الله الرحمن الرحيم

سيرة العالم الفاضل الفقيه الزاهد إمام وخطيب ومعلم الناس الخير في بلدة أبي عريش وما جاورها في عصره  والداعيه الذي خاض ادغال  افريقيا تعليما ودعوه عاش تقريباً في الفترة من 1279هـ إلى 1365هـ.
هو ( الفقيه محسن بن علي بن أحمد )
حيث قيل أنه ولد سنة 1279هـ في بلدة ريفية  في تهامه جنوب الجزيرة العربية وتربى وتلقى تعليمه الأول على يد والده .
.
رحلاته في طلب العلم )) ))
رحل إلى صنعاء وكانت الأقرب وأحد مراكز التعليم الثلاثة في عصر الدولة الإسلامية وتعلم القرآن وعلومه والفقه وأصوله على يد نخبة من علمائها في تلك الفترة ومنهم السيد الحافظ عبدالكريم بن عبدالله أبوطالب الحسن اليمني المتوفي سنة 1309هـ ثم أستأذن شيوخه في الرحيل إلى الأزهر فأيدوه على ذلك, وبدأ رحلته إلى الحديدة ثم ركب من البحر مع الصيادين إلى مصوع ثم غدا يتنقل عبر إفريقيا شمالاً بين جبالها وغاباتها مشياً على الأقدام ولم يكن معه غير سقاه وجراب فيه مصحفه وقليل من التمر وله قصص طويلة في تلك الرحلة يروي أحد طلابه الشيخ محمد بن حسن الحكمي المتوفي سنة 1413هـ, بقوله: أنني كنت غلام في سن العاشرة لم اغادر مجلسه حيث كنا جيراناَ في قرية الزخميه وكنت أباشر عليهم بالماء والحليب والفقيه كان يحكي قصصه على الجالسين وحفظت الكثير منها بما فيها من عجائب وغرائب ومنها: ان عليه أن يلوذ برؤوس الأشجار الطويلة قبل أن تغيب الشمس لتحميه من الوحوش المفترسه أثناء سيره في غابات إفريقيا المشهورة وروى لنا مشهد في طريقه ما إن غابت الشمس إلا وقد حضر وحشين قدم أحدهما من الشرق والاخر من الغرب تحت الشجره التي قد لاذ بها الفقيه وهو غلام لم يتجاوز السابعه عشر ويذكر أنه من حين حضورها إلى قبيل طلوع الشمس وهي تتصارع ثم انصرف كلا منهما إلى جهته التي اتى منها. وبعد وصوله الأزهر مكث ماشاء الله ينهل من بحور العلوم ثم رحل إلى الشام (دمشق) وبغداد والكوفه, ثم زار بيت المقدس ثم عاد آفلاً عبر الجزيرة من الشمال إلى الجنوب مارا بالمدينه المنورة ومكة المكرمة مشياً على الأقدام , كل بلد يمكث فيها ماشاء الله أن يمكث.

تـعـليمه )) ))
خرج من مكة المكرمة قاصداً دياره وكان في طريقه يمر على القرى ويمكث بها السته شهور والسنه لتعليم الناس القرآن وأمور دينهم وكانت آخر قرية هي قرية البيض المجاوره لضمد ومكث بها سنه لتعليم أبنائها ثم عزم على مواصلة رحلته أرسل شيخ البيض (الجباري) إلى شيخ شمل أبوعريش محمد بن جبريل عريشي وابلغه أنه فيه عالم جليل علم أبنائه لمدة سنه ثم عزم على مواصلة رحلته إلى صنعاء فلا يفوتك ان تمسكه وتطلب منه تعليم أبنائك وكان ذلك في سنة 1305هـ تقريباً , ثم تعرض له شيخ أبوعريش هو ورجاله وقال أنت مخير بين أمرين إما أن تعلم أولادنا او حبسناك ولاحظ الفقيه الفاضل وجود بعض البدع والخرافات فرأى من الواجب عليه تعليمهم القرآن وأمور دينهم فنزل بجوار المسجد الأثري شرق أبوعريش ووهبوا له أرض وما إن استقر هب الناس لاحضار الاخشاب والقش وقاموا ببناء عريشين حسب تعليماته وفتح في كل عريش حلقة جعل احدهما لتعليم الميسورين والأخر لتعليم الفقراء وابن السبيل فكان يأخذ جعل اسبوعيا من الميسورين ويصرفه على نفسه والفقراء وابن السبيل باللإضافه لكونه إمام وخطيب المسجد المذكور, واستمر في تدريس وخطابة المسجد إلى عام 1340هـ, ثم أنتقل إلى قرية الزخمية قيل أنه على اثر خلاف بينه وبين الشريف الادريسي حيث ولاه قضاء جيزان فرفض الفقيه وفضل التعليم على القضاء فالح عليه وهدده بالسجن إذا لم يستلم القضاء فانتقل إلى قرية الزخمية على وعود من شيخ شمل المسارحة أنه يحميه ويبين وجهه نظره لشريف  الادريسي ولما وصل قرية الزخمية فتح بها حلقتان كعادته واستمر في التعليم إلى ان وافاه الأجل.

وفـاتـه ))))
توفي يرحمه الله في عام 1364هـ عن عمر يناهز 85 عاماً. وله عند وفاته موقف حيث أنه أجهد من المرض وكان وقتها لايوجد مستشفيات ولا أطباء يقال انه إذا أغمي عليه يوجهوا بسريره إلى القبلة ولما يفيق من الإغماء ينكر عليهم توجيهه إلى القبلة ويقول ليس وقته بعد ومضى على هذا الحال عدة أيام حتى يوم حضرته الوفاة دعى ولده وأحد طلابه وقال أحرسوا لي في القرآن واستمر يقرأ عن ظهر قلب إلى أن ختم المصحف ثم قال للحاضرين الآن وجهوا سريري إلى القبلة ثم ما لبث أن توفى .

(( وكان من طلابه بحلقة أبوعريش ))
الشيخ احمد منصور الصعدي شيخ الحارة الجنوبية سابقاً بأبي عريش وألتحق بحلقة الميسورين عام 1330هـ, كذلك أخيه عبده منصور الصعدي ألتحق بالحلقة نفسها عام 1332هـ, الشيخ عز الدين حسن الأخرش شيخ الحارة الشرقية بأبي عريش التحق بالحلقة 1335هـ والشيخ عمر بن حسن الأخرش التحق بالحلقة عام 1337هـ
.
ومن طلابه بحلقة قرية الزخمية ))))
الشيخ محمد جومان شيخ الجربة والزخمية والحجاجة التحق بحلقة الزخمية عام 1340هـ , الشيخ عبده أحمد واصلي شيخ قبيلة بني واصل إمام وخطيب مسجد زبارة رشيد سابقاً وفرائضي والشيخ عبده بن جابر واصلي امام وخطيب مسجد الجربة سابقاً وفرائضي. رحمة الله عليهم جميعاً
.
(( اولاده وأحفاده ))
خلف ولد يدعى صالح وكان مستمراً على ماكان عليه والده وكان اماماً وخطيباً في عدة مساجد ومنها مسجد قرية رح آل مطاعن ومسجد في بلدة العارضة وخلف صالح بن محسن عدد من الاولاد ومنهم محمد وعلي وجابر وعبد الجليل وحسين وجبريل وعبدالله.

كتبه ومؤلفاته )) ))
يروى بأنه ترك مكتبة ضخمة وكانت في عريش مبني من الخشب والقش فأهملت بعد وفاته حتى أكلت بعضها الأرضة ضمن الخشب حيث كان الناس في ذلك الزمان مشغولين بلقمة العيش ليس لهم دخل إلا التنقل وراء تحصيلها, والباقي من المكتبة نقلها شيخ كان يتردد عليه في حياته يأتي من اليمن وطلب من ولده أن يسمح له بحملها إلى اليمن ليحفظها ويدون التالف منها مقابل مبلغ من المال ولكن أنقطعت أخباره بعد ذلك ,
ولكن لازالت توجد بعض الفرائض والوثائق بقلم الشيخ الفاضل يعود تاريخها إلى 1341 و 1347 و1349 و1361 هـ بخط واضح ومقروء .
رحمه الله رحمة واسعة وجعل ماقدمه في سبيل تعلم القرآن وتعليمه شفيعاً له يوم لاينفع مالا ولا بنون .


محمد يحي حكمي غير موجود حالياً